في مقال سابق لي بعنوان : (تأثير السعودية على القرارات الدولية٬ إلغاء الاتفاق النووي الإيراني أنموذجًا) تحدثتُ كثيرًا عن حزم المملكة في علاقاتها الخارجية، وعدم قبولها الإساءة أو التدخل في شؤونها من أي أحد مهما كان العلاقة بينها وبينه، وقد صدرت منذ تولي ملك الحزم – حفظه الله تعالى- الكثير من المواقف الحازمة ضد بعض الدول التي حاولت الإساءة للمملكة.
وحينها كنت أعتقد أن الدول الأصدقاء والأعداء على حد سواء استوعبوا هذه الدروس.
حين الظاهر أن هناك دولة تُدعى (كندا) لم تستوعب الدرس فبدأت تتطفل على الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية، وهذا الأمر خطر فمنذ أن تولى شؤون هذه البلاد المباركة مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز، وسار على هذه السياسة أبناؤه الملوك من بعده.
لكن نظرًا للظروف الإقليمية والدولية منذ بداية القرن العشرين كانت تقابل المملكة كثيرًا من الإساءة لها بالصبر حينًا، وبالعفو حينًا آخر، أما وقد تغيرت الظروف الدولية وانقلبت السياسة رأسًا على عقب، ونزعت بعض الدول القناع الذي كانت تستخدمه في التدخل في شؤون الآخرين، مثل ما يسمونه (منظمات حقوق الإنسان) التي لا ترى حقًا إلا لعملائها في المنطقة، أما قتل الأبرياء في مختلف مناطق العالم فلا ترى هذه المنظمات، لكن حين يتم إيقاف أحدٍ ممن دربتهم وأهلتهم لإثارة الفتن، وخلق المشاكل، ونشر الفوضى الفكرية حين يتم إيقافه من قبل الجهات المختصة تتذكر فجأة الإنسانية وتقيم الدنيا ولا تقعدها رغم أن هؤلاء مع خطئهم في حق أنفسهم، ووطنهم ودولتهم يجدون من الحقوق ما لم يجدوا غيرهم من الأبرياء في بعض الدول التي ترفع عقيرتها للتنديد.
إن الموقف الكندي الذي هو التطفل بعينه بالتعبير العربي الفصيح وجد من حزم من ملك الحزم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله تعالى – وسمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان – حفظه الله تعالى – الحزم والعزم الذي اعتمدته المملكة بسياستها الخارجية.
فطرد السفير الكندي من الرياض، واستدعاء سفير خادم الحرمين الشريفين من كندا، وقطع وتجميد العلاقات التجارية والاستثمارات، لهو حزم في محله، وقد أسعدت هذه المواقف المواطنين السعوديين، بل وأشقائهم من الخليجيين – غير من يغرد خارج السرب -، بل إن تعليقات إخواننا العرب في مختلف الدول كانت إشادة لدور المملكة التي آلت إليها قيادة العالم العربي.
إنني كمواطن أعتز بهذه الخطوة فالتسامح بالتطفل في سياستنا الداخلية خطٌ أحمر، وهذه المواقف الحازمة لتكن درسًا لكندا وغيرها ممن يفكر يومًا ما أن يتطفل، فسر على بركة الله يا خادم الحرمين الشريفين – حفظكم الله – وكلنا جنودٌ مخلصون في حماية الوطن.
ونظرًا لما سبق كله نجد الترحيب الخليجي لإلغاء الاتفاق النووي، والمسارعة بالتأييد الكامل للقرار الأمريكي؛ لأن هذا القرار هو لصالحنا، والاتفاق كان لصالح إيران.
بقلم : سلمان بن أحمد العيد
.
اترك تعليقاً