الإعلام القوة والتأثير

الإعلام مجال دائم التغير ، وينتقده عامة الناس الآن أكثر من أي وقت مضى فالتأثير الإعلامي هو القوة الفعلية التي تمارسها رسالة الإعلام والتي تغير أو تعزز معتقدات الأفراد أو الجمهور ، لا تؤدي كل التأثيرات إلى التغيير ؛ تعزز بعض الرسائل الإعلامية إيمان الجمهور فتجد الباحثون يدرس كيفية تقليل أو زيادة تأثير الإعلام على الأفراد والمجتمع .

يعد تطور تقنيات الإعلام في أوائل القرن العشرين مثل نظام الراديو والأفلام قوة لا تقاوم فهي تصوغ معتقدات وتصورات وسلوكيات الجمهور وفقًا لإرادة وسائل الإعلام ، غالبًا ما ركزت الأبحاث حول التأثيرات الإعلامية على قوة هذه الدعاية فقد ذكرت نظريات التأثيرات المبكرة لوسائل الإعلام ، من خلال تمشيط البيئة التكنولوجية والإجتماعية ، أن وسائل الإعلام كانت قوية للغاية حيث تؤثر وسائل الإعلام على الفرد وعلى المجتمع فهي تؤثر على الفرد من خلال عدة أمور رئيسية ، وقد يكون تأثيرها إما على مدى إدراكه أو معتقداته كما يمكن أن تؤثر على سلوكه أو عواطفه أو وظائف أعضائه أو حتى مواقفه ووجهات نظره .

تؤثر وسائل الإعلام على المجتمع فهي تؤثر بشكل مباشر على العديد من المستثمرين ورؤوس الأموال ، حيث تعمل وسائل الإعلام على إختصار الوقت والجهد للمستثمرين الذين يقضون أوقاتًا طويلة في البحث عن الأسهم للشراء والبيع  .

كما تكمن أهمية الإعلام في أن العقل البشري يحول كل المعلومات التي يحصل عليها إلى معرفة واستنتاجات لأشياء أخرى ومعاني جديدة فتجد انه يمكن للتلفزيون مثلا أن يعلم الأطفال أشياء كثيرة مفيدة ، منها تعلم الأبجدية ، والحساب والتعاون ، واللطف ، ومع ذلك ، فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لمدة ساعة إلى ساعتين كل يوم دون إشراف له تأثير ضار على التحصيل الدراسي .

يحاول الإعلام خلق رأي عام حيث ينظر بعض المراقبين إلى هذه النقطة من زاوية حساسة للغاية ، حيث يرون أن استباق الأحداث ليس مهمة وسائل الإعلام بينما يجادل آخرون بأن أهمية البحث في كواليس السياسيين ، ودوافع الظواهر الاجتماعية ، والقواعد التي ينشأ منها الفعل الثقافي في المجتمعات فقد تلعب بعض العوامل دورًا مهمًا في دفع الجمهور إلى تصديق ما تطرحه وسائل الإعلام ، مهما كان صحيحًا وواقعيًا أو غير ذلك ، هذا من جانب بينما تجد أن حجم العنف الذي يراه المراهقون في وسائل الإعلام والأفلام وألعاب الفيديو مخيف ، حيث يقضي المراهقون عدة ساعات كل يوم في مشاهدة هذه المشاهد المرعبة إذا أراد المراهق المشاركة في مواقع التواصل الإجتماعي أو المدونات ، فعليه العمل على تطوير مهارات القراءة والكتابة لديه ، وقد يميل المراهق للحصول على كتاب إذا تحدث عنه أحد المشاهير .

استطاعت وسائل الإعلام الألمانية كمثال على قوة تأثير الإعلام أن تكون قوة لافتة وفعالة في التأثير على كل مواطن في ألمانيا وحتى في البلدان التي وصلت إليها الإذاعات أو الصحف والمطبوعات و مما لا شك فيه أن إهتمام وسائل الإعلام بكل ما يتعلق بحياة المواطن يساهم بشكل كبير في رفع مستوى وعي الفرد والمجتمع بشكل عام وكلما زاد الإهتمام الإعلامي بهذه القضايا بالواقع المجتمعي ، ساهم ذلك في التخفيف من المشكلات والعقبات التي قد تواجه برامج التنمية المختلفة وبالتالي تحسين وتطوير ما يتم تقديمه لها في المجتمع .

 في السنوات الأخيرة عبر “الإعلام الجديد”، لجأ ملايين الناس إلى هذه الوسائط لتكون “السند” الذي يلجؤون إليه ، أو المظلة التي يلجؤوا إليها للتعبير عن همومهم وإهتماماتهم ومشاعرهم المختلفة ، سواء من خلال الأسماء الحقيقية المستعارة .

يتميز الإقناع بتأثيره الكبير سواء على المستوى المجتمعي أو على المستوى الفردي فهو يهدف إلى تقديم حجة معينة أو توفير حافز أو تغيير شيء ما كما يمكن أن يكون ضمنيًا أو صريحًا ، سواء أدى إلى تأثيرات سلبية أو إيجابية ، معتمداً في جوهره على إستخدام الدافع كمحفز لتشجيع تبني مواقف معينة فسوف تجد أن الشخصيات المقنعة تتمتع ببعض الصفات مثل الشعور بالثقة بالنفس وانعكاسها على الحركات ، مثل التواصل البصري مع الآخرين ، والحفاظ على الإبتسامة ، والتحدث بسلاسة كما يقوموا بإستخدام لغة الجسد عند التواصل مع الآخرين لإيصال معلومات مهمة للطرف الآخر.

بقلم : سلمان بن أحمد العيد

salmanaleed@

Salman201001@hotmail.com

.

عن salman