الإعلام الجديد نحو فلسفة جديدة

تعتبر وسائل الإعلام ، من خلال أدواتها المختلفة ، المصدر الأساسي لأخبار المجتمع ، والأخبار بيان للواقع الإجتماعي وتشكيله وما ينتج عنه من تحديات داخلية وخارجية ، يتم تعريف الإتصال على أنه عملية يقوم فيها المرسل أو المؤسسة الإعلامية للطرف الأول بإرسال رسالة إلى المتلقي أو الجمهور عبر طريقة أو أحداث لها تأثير على المستلم ، أصبحت سيطرة السلطة على وسائل الإعلام مسعى مستحيلًا ، وبما أن هذه الفكرة أيضًا غير قابلة للتحقيق جزئيًا ، يمكننا القول بأن النظرية الإشتراكية التي كانت ذات يوم شائعة في الصين وروسيا قد تم الإعلان عنها الآن مستحيلة ، ولهذا لجأت الدول إلى نظرية التنمية التي تقوم على مفهوم هامش الأمان كما  تهدف وسائل الإعلام في المقام الأول إلى التأثير على المتلقي أو القارئ ، حتى يفكر أو يشعر أو يتصرف بالطريقة التي يريدها ، وتتميز بعض هذه الأساليب بتأثيرها القوي والمباشر ، بينما يتسم البعض الآخر بالتدرج والبسيط ويحدث بشكل غير مباشر ، ويلعب الإعلام دورًا بارزًا في الرقابة الإجتماعية ، مما يجعله يسير وفق إيقاع وثيق ، من خلال نشر القواسم المشتركة بين أفراد المجتمع وتجنب الإنقسام والصراع والتشتت .

الإعلام بوسائله المتعددة هو المصدر الرئيسي للأخبار في المجتمع ، والأخبار بيان للواقع الإجتماعي وخلقه بما يترتب عليه من مشاكل داخلية وخارجية ، أما الإتصال فهو أشمل من الإعلام ، فالأخير جزء من الإتصال حيث أن الاتصال هو أوسع نطاقاً ، والوسائط هي الشاغل الأكثر أهمية للجزء الأكبر من هذه المساحة الواسعة ، والإتصال يهدف إلى تحديد المراحل التي يمر بها وهو يقوم على تبادل المعاني الموجودة في الرسائل التي يتفاعل من خلالها الأفراد من ثقافات مختلفة .

تتناول الفلسفة في جملة الأفكار أو المفاهيم السابقة حول عملية الإتصال والإعلام ، والتي تقوم عليها هذه العملية ، وتتميز هذه المفاهيم بأنها كلية فالكلية وتشرح علاقة الإعلام بغيره من “العلم والدين والأخلاق والفلسفة بينما يتناول التجريد مفهوم الإعلام والمفاهيم المتعلقة به على المستوى النظري المستخرج من الزمان والمكان ، ويشمل البحث عن طبيعة وسائل الإعلام  وقيمتها ووظيفتها  ، وتهدف إلى التعرف على المعلومات والمعرفة والتوعية بها.

وفي سياق البحث على طبيعة الإعلام وقيمته ووظيفته هناك نظريات تدرس فلسفة الإعلام ومنها نظرية القوة “الإستبدادية” وهي نظرية قائمة علي الأصل هو إدارة المجتمع ككل ، لصالح الناس حسب تقييم الفرد أو المجموعة ، ومن الفلاسفة الذين دافعوا عن هذه النظرية ، أفلاطون ، مكيافيلي وتوماس هوبز ، حيث جعلت الحكومة من وسائل الإعلام التي نشرتها والتي بموجبها تصدر الحكومة مطبوعاتها الصادرة عن السلطة الحاكمة على سبيل المثال ، يسمح لك بالوصول إلى وسائل الإعلام الخاصة بالوحدة ، كما هو الحال في الإعتبار كقاضي أمام الحاكم السلطة فقط ، كما اهتمت هذه النظرية بوضع مبادئ تنظيمية لعملية الإتصال والإعلام لضمان تحقيق هدفها  حتى يصبح مجرد تبرير فكري للإستبداد وأي تفرد أو جماعة في السلطة دون تغيير وتعطيل المجتمع من خلال بيان لواقع المشاكل التي يطرحها الواقع ، والحلول الصحيحة لها .

أصبحت سيطرة السلطة على وسائل الإعلام مهمة مستحيلة ، وبما أن هذه النظرية مستحيلة إلى حد ما ، يمكننا القول إن النظرية الإشتراكية المنتشرة في الصين وروسيا في الماضي أصبحت مستحيلة رسميًا ، لذلك تحول البلدان إلى نظرية التنمية ، وهي هامش من الحرية يصب في المصلحة العليا للدولة ، لأنه وببساطة الإعلام الموجه بدون هدف يتم بلوغه أو تأثير يأمل في تحقيقه ليس إعلامًا .

إلا أن هناك رؤية مستقبلية للإعلام وتنحصر في تطور عدة قضايا وفتح الأبواب والنوافذ في الهواء الطلق الذي يجلب نسيم العصر أي التطورات المصاحبة لكل ما هو جديد ، يفتح الطريق لأجيال جديدة ، يجعل المعلومات صحيحة حقًا لكل مواطن ، ويجعل حرية الرأي من المبادئ الأساسية في الحياة العربية المستقبلية تعتمد بالدرجة الأولى على تطوير مايخص الإعلام من أفكار جديدة وتطور ملحوظ في أقسامها وجميع تخصصاتها بشتى المجالات .

بقلم : سلمان بن أحمد العيد

salmanaleed@

Salman201001@hotmail.com

.

عن salman