ونحن نعيش أجواء شهر رمضان المبارك الكريم يجدر بنا الحديث عن دور وأهمية الإعلام في تعزيز الأخلاقيات والمسؤولية الاجتماعية ، يلعب الإعلام دورًا حيويًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه البلاد نحو الإتجاه الصحيح ، ولذلك فمن الضروري أن يتمتع الإعلام بمجموعة من المعايير الأخلاقية الراسخة وشعور مسؤولية تجاه جمهوره .
في السنوات الأخيرة ، قامت المملكة العربية السعودية بأداء دور مهم في تعزيز الأخلاقيات والمسؤولية في الإعلام ، وقد ساعدت إنشاء المؤسسات الإعلامية الرسمية منذ تأسيس صحيفة أم القرى (1343هـ) ووزارة الإعلام (1384 هـ) وهيئة الصحفيين السعوديين (1422هـ) في توفير إطار للصحافة المسؤولة في مملكتا الحبيبة ، وقد أصبحت مؤسسات وزارة الإعلام وعلى رأسها وكالة الأنباء السعودية أكثر حيوية في توفير تغطية إخبارية دقيقة وفورية ، بينما عملت هيئة الصحفيين السعوديين على تعزيز المعايير الأخلاقية في الصحافة وتوفير الدعم والتدريب للصحفيين .
ومع ذلك يمكنانا القول أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لضمان تشغيل الإعلام بأعلى المعايير الأخلاقية ، ويعد التحدي الرئيسي الذي يواجه الإعلاميين هو التطور السريع للإعلام الرقمي الجديد وإرتفاع منصات التواصل الإجتماعي ، فبينما توفر هذه المنصات فرصًا جديدة للصحفيين وللجمهور لتبادل الأخبار والمعلومات ، فإنها تواجه أيضًا تحديات جديدة يجب معالجتها .
على سبيل المثال ، أصبحت الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة على وسائل التواصل الإجتماعي مصدر قلق كبير للصحفيين والمسؤولين والمهنيين في مجال الإعلام وهذا أدى إلى الحاجة المتزايدة إلى الوعي الإعلامي والمهارات النقدية بين الجمهور ، بالإضافة إلى التركيز المتزايد على التحقق من الحقائق والتحقق من صحة المعلومات في تقارير الأخبار ، بل منشورات شبكات التواصل القابلة للإنتشار غير المسؤول .
ولعله من أبرز المعايير الأخلاقية التي حري بالمؤسسات الإعلامية أن تتبناها في هذا الصدد:
الصدق والنزاهة والموضوعية : يجب على وسائل الإعلام أن تكون صادقة ونزيهة في تغطيتها للأخبار والأحداث ، وأن تتجنب الإنحياز والتحيز أوتزوير الحقائق.
الحفاظ على الخصوصية : يجب على وسائل الإعلام إحترام خصوصية الأفراد وعدم الكشف عن معلومات خاصة بالأفراد دون موافقتهم .
الإحترام والتسامح : يجب على وسائل الإعلام أن تحترم التنوع الفكري والثقافي والعرقي ، وأن تتجنب الإساءة للثقافات أوالطوائف أوالأفراد .
عدم التشهير: يجب على وسائل الإعلام عدم التشهير بالأفراد أو الجماعات ، وعدم ترويج الشائعات والأخبار الزائفة .
الإعتدال والتوازن : يجب على وسائل الإعلام توفير تغطية متوازنة للأحداث والقضايا ، وعدم التركيز على جانب واحد أو الإفراط في التحليلات والتعليقات .
المسؤولية الإجتماعية : يجب على وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها الإجتماعية وتعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور ، وتعزيز القيم والأخلاق في المجتمع .
حماية الأطفال: يجب على وسائل الإعلام حماية الأطفال من المحتوى غير المناسب لهم ، وتوفير محتوى تعليمي وترفيهي يتناسب مع فئتهم العمرية.
إفساح المجال لتشجيع الشباب وتمكين المرأة : للإستفادة من مواهبهم وقدراتهم في خدمة الوطن والمجتمع .
هذه بعض المعايير الأخلاقية التي أرى يجب على وسائل الإعلام الإلتزام بها ، والتأكد من توفير محتوى ذي جودة عالية وموثوق به لجمهورها .
وفي الوقت ذاته من المهم أن يتبنى الصحفيون ومؤسسات الإعلام التكنولوجيات الجديدة وأشكال الإعلام الجديدة وهذا يعني أن يكونوا مفتوحين للإبتكار والأفكار الجديدة ، بشرط الإلتزام القوي بالمعايير الأخلاقية ذات الصلة والنظم التي حددتها الدولة يرعاها الله ، وذلك للدور الكبير الذي تمثله وسائل الإعلام في تعزيز الصحافة المسؤولة والمساءلة المجتمعية ، فمن الأهمية بمكان أن تعمل وسائل الإعلام بقواعد أخلاقية قوية وشعور بالمسؤولية تجاه جمهورها .
ولأنه من مسؤوليتنا تعزيز الصحافة المسؤولة والمساءلة في المملكة العربية السعودية ، فيجب أن نعمل على رفع مستوى أخلاقيات ومعايير وسائل الإعلام ، مع تبني تقنيات ومنصات جديدة للوصول إلى جمهورنا .
دعونا خلال شهر رمضان المبارك نجدد إلتزامنا بالصحافة المسؤولة والمساءلة في وسائل الإعلام ، دعونا نعمل معًا لتعزيز ثقافة التقارير الأخلاقية وتبادل المعلومات ، ولضمان أن تظل وسائل الإعلام في وطننا الحبيب مصدرًا رئيسياً للأخبار والمعلومات للأمة بل العالم أجمع .
اترك تعليقاً