صفحة بيضاء .. فماذا نكتب

عام مضى وانقضى …  مضى عام كامل وكأنه شهر واحد …  مضى بحلوه ومره ، وانقضى بزينه وشينه ، ونسي بفرحه وسروره ، ومحي بترحه وحزنه … ولد فيه من ولد ومات من مات … وتزوج من تزوج وطلق من طلق … وكم ممن صار أبًا … وآخر تيتم بفقد أبيه ! وهذا التحق بوظيفة وذاك جد في تجارة … وهذان تصاحبا وذانك افترقا … وهؤلاء تصافوا وأولئك تنافروا … عامل زرع ورعى فحصد ، وحصيف اغتنم ما تهيأ له فنجح ، ومتمنٍّ طرد سرابًا فما وجد ، ومفرط أضاع فرصًا فأخفق … ونحن اليوم في بداية عام جديد ، وأمام صفحة بيضاء نقية صافية ، فلماذا لا نأخذ على أنفسنا عهدًا ألا نشوه بياضها بما تعود أصحاب القلوب السوداء أن يسودوها به ، من اعتياد للكبائر وإصرار على الصغائر ، واتصاف بالكبر وتلبس بالتعالي ، وتشرب بالحقد وتشبع بالحسد ، واحتقار للخلق وازدراء للآخرين ، وتقاطع لأجل أمور تافهة وتهاجر بسبب شؤون حقيرة ، وتعادٍ سببه ظنون سيئة وتهم ظالمة ، و… و… إلخ . إننا في بداية عام جديد … فلماذا لا نعزم من بداية عامنا على المحافظة على الفرائض والإكثار من النوافل ؟! لماذا لا نعزم على أداء الواجبات وإعطاء الحقوق ؟! لماذا لا نعزم على أكل الحلال واجتناب الحرام ؟! هل فكرنا منذ البداية أن نخلص في أعمالنا ؟! هل فكرنا أن نجد في وظائفنا ؟! هل فكرنا أن نرفع راية أمتنا ونعلي قدر بلادنا ؟! تساؤلات كثيرة تطرح نفسها وتلح على الظهور أمام ناظري كل من وقف منا مع نفسه وقفة محاسبة وهو يودع عامًا ويستقبل آخر . فما أجمل أن نبغي الخير جهدنا وطاقتنا ! ما أجمل أن نعيش لغيرنا كما نعيش لأنفسنا ! ما أجمل أن نجعل المصلحة العامة فوق مصالحنا الخاصة ! إذا أردنا النجاح فلنجتهد . إذا أردنا الوصول فلنبدأ . إذا أردنا الحياة فلنتفاءل . اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، والموت راحة لنا من كل شر …

محبكم سلمان بن أحمد العيد،،،

عن salman