ومات العالم الرباني
اسأل الله له الرحمة المغفرة وأن يتغمده بواسع رحمته العلم يرفع بموت العلماء، وحينئذ يكثر الجهل، ويترأس الجهال الذين ليس عندهم علم ولا حكمة، ومن ثم تشتعل الفتن. إن للناس حقاً في أن يحزنوا على موت العلماء الربانيين، وأن يبكوا لفراقهم، وهم في هذا الزمن في تناقص، وبتناقصهم يكثر الجهال، ويظهر مَن يعلم ولا ينتفع بعلمه، ولا ينفع به الناس، كما يترأس مَن لا يعلم.
قال هلال بن خباب “قلت لسعيد بن جبير، ما علامة هلاك الناس؟ قال: إذا ذهب علماؤهم”. ومر أبوحنيفة – رحمه الله تعالى – على جماعة يتفقهون، فقال: “ألهم رأس؟ قالوا: لا. قال: إذن لا يفلحون”.
وقد فقدت أمة الإسلام في السنوات الأخيرة عدداً من الرؤوس الكبار في العلم والدعوة والعبادة، وهي تودع الشيخ الإمام الزاهد العابد الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن آل غديان – رحمه الله تعالى – بعد أن عانى مرضا عضالا أسأل الله أن يتقبله في الشهداء، فالشيخ مات مبطوناً – رحمه الله تعالى.
والشيخ – رحمه الله تعالى – قد تلقى العلوم على يد كبار العلماء في نجد من أئمة الدعوة، وعلى رأسهم الشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ سعود بن رشود، والشيخ إبراهيم بن سليمان، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم – رحمهم الله تعالى – جميعاً. وقد تقلد – رحمه الله – عددا من الوظائف في القضاء والتدريب حتى انتقل إلى الإفتاء وهيئة كبار العلماء. وقد كان الشيخ – رحمه الله – باذلاً للعلم عبر الدروس العلمية والإفتاء وقد عُرفت عنه الشدة والصرامة وقوة الشخصية، حيث كان من الزهاد الذين لا يقيمون لبهرج الدنيا وزينتها وزناً، وكان كثير المطالعة في كتاب الله الكريم فقد كان يختم القرآن كثيرا، وممن عُرف بالعلم والعمل والبذل حتى أعياه المرض، وأدخل المستشفى إلى أن توفي عصر يوم الثلاثاء 18-6-1431هـ، وبفقده فقد العالم الإسلامي عالماً جليلاً عاملاً ورعا،ً نحسبه كذلك والله حسيبه، نسال الله تعالى أن يتغمده في واسع رحمته وأن يجعل ما أصابه طهوراً وتكفيراً ورفعة في درجاته، ونسال الله تعالى أن يعوض الأمة خير أسأل الله له الرحمة والمغفرة والرضوان وأن يسكنه في أرفع الجنان.
الكاتب سلمان بن احمد العيد
اترك تعليقاً