–
13 أكتوبر، 2013نشر فى: مقال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه .
اللهم اجعل عملنا كله صالحاً خالصاً متقبلاً ، ولا تجعل للشيطان في عملنا حظاً ولا نصيباً ، ووفقنا لما تحب وترضى ، وارزقنا خير الآخرة والأولى .
أيها الإخوة الكرام ، أيتها الأخوات الكريمات ، حجاجَ بيت الله ، الذين أنابوا إلى ربِّهم ، واستجابوا لنداء الخليلِ إبراهيمَ حين أذَّن بأمر ربِّه في الناس بالحج ، وانطلقوا من ديارهم ، وتخلَّصوا من معوقات الدنيا ، وهُرِعوا إلى الله وحده ، بعد أن تلقَّوا الدعوةَ منه ؛ الدعوةَ التي آثرهم الله بها ، وألقاها إلى قلوبهم وأفئدتهم ، فتحركوا شوقًا ومحبةً واستجابةً لأمر الله ، فانبعثوا مُلَبِّين دعوةَ خالقهم وسيدهم : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك .
فهذا هو موسم الحج قد أظلنا بظلال الأمن والأمان من الأرض المباركة التي أَهْدَتْ إلى العالم أعظمَ رسالة وأصدقَ راية ، وفيها تَعْذُبُ المناجاة ، وتحلو الطاعة ، ويسري نورُ الإيمان بين الجوانح ، ويشعر المسلم أنه فوق عالَم البشر ، يُجَنِّح مع الملائكة الكرام ؛ فالذنبُ مغفورٌ ، والسعيُ مشكورٌ ، وكلُّ خطوة يخطوها الحاجُّ تكتب له ملائكةُ الرحمة بها حسنةً ، وتضع عنه بها سيئة .
أيها الحجاجُ الكرام ، هاأنتم تلبّون راجين ، وتسعَوْن محبين وطائعين ، وتطوفون مذعنين ومشتاقين ، وترمون مهلِّلين ، وتصعدون وتهبطون مكبِّرين ؛ فيجيب الحق جل وعلا كلاً منكم : لبيك عبدي وسعديك ، والخير بين يديك .
إخواني الكرام ، إن الحجَّ تهذيبٌ للنفس ، وتطهيرٌ للقلب ، وغسلٌ لأدران الشر ، وهو تلاقٍ اجتماعيٌّ ، وتعارفٌ إسلاميٌّ ، واجتماع ٌللنفوس المؤمنة على مودةٍ ورحمةٍ ورُوحانيةٍ في ظل البيت المقدس ، وفي الأماكن المطهرة .
التكبير: من الأعمال والعبادات ، ورفع العظيمة، فيشرع للمسلم في هذه الأيام ويستحب له أن يكثر من التكبير لله الصوت بذلك قال الله تعالى:{ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ }[الحج:28]، والأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة كما ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم .
قال ابن عباس – رضي الله عنهما -:( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ، وَالأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ)؛ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. أخرجه البخاري في صحيحه معلقاً .
والتكبير في هذه العشر على ضربين : تكبير مطلق ، وتكبير مقيد .
فالتكبير المطلق: هو أن يكون من أول العشر إلى نهاية أيام التشريق وأما المقيد: فيبدأ من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق على الصحيح، وهو مقيد بأدبار الصلوات المكتوبة.
قال القاضي أبو يعلى:( التكبير في الأضحى مطلق ومقيد، فالمقيد: عقيب الصلوات، والمطلق: في كل حال، في الأسواق وفي كل زمان ) .
بقلم : سلمان بن احمد العيد
عن salman
اترك تعليقاً