–
26 نوفمبر، 2013نشر فى: مقال
من أهم سمات ( المسلم النموذجي ) في عصرنا هذا : هي تجاوزه لمرحلة التفكير بالحقوق والواجبات ، والانغماس في أعمال الإحسان والإتقان ، حيث تغمره روح المجانية والعطاء غير المشروط ؛ مما يكسبه شعور بالتـّـأنق ..
فالفائض الاجتماعي مظهر من مظاهر التأنق ، وهو في الوقت نفسه حاصل الأعمال التطوعيـّـة الخيّـرة التي يقوم بها أبناء المجتمع ؛ وعلى مقدار ذلك الفائض تكون خيرية ذلك المجتمع ..
وعلى اعتبار أن التطوع بمثابة وظيفة أساسية لتحقيق مقاصد التكافل الاجتماعي في دولتنا الإسلامية التي كانت أول دولة تاريخياً تلتزم بواجبات الرعاية الاجتماعية لمواطنيها ..
فينبغي تحديد مفهوم التطوع وأهدافه ؟ وتعريف الشخص المتطوع ، والأعمال التي يمكن أن يقوم بها ، و الصفات التي يجب أن يتحلى بها ..
التطوع في اللغة العربية : يأتي بمعنى [ الزيادة في العمل من غير إلزام] ؛ كالتنفل في الصلاة أو الصوم ونحو ذلك : ( فمن تطوع خيراً فهو خير له ).
ويعرف بأنه : [ التبرع بالجهد أو المال أو الوقت أو الاثنين معاً ، للقيام بعمل أو أنشطة لخدمة المجتمع ليس مطالباً به الفرد أو مسئولاً عنه ابتداء بدافع غير مادي ، ولا يأمل المتطوع الحصول على مردود مادي من جزاء تطوعه ، حتى لو كان هناك بعض المزايا المادية ، فهي لا تعادل الجهد والوقت المبذول في العمل التطوعي ]
فالشخص المتطوع : [ هو أي فرد سواء كان رجلاً أو امرأة أو شاباً أو مسناً أو طالباً أو عاملاً ، وما يبذله من جهد بطوعه واختياره للعمل في مجال من مجالات العمل الإسلامي أو الاجتماعي مستهدفاً من وراء ذلك صيانة أرواح وممتلكات المواطنين وثروة المجتمع الإسلامي والمسلمين ابتغاء الأجر والثواب من الله تعالى ففي الحديث : (من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) ]
{ وللتطوّع أهداف } منها ما يتعلق بالمتطوع نفسه : ( كالحصول على مكانة في المجتمع ، وإثبات الذات ، واستثمار أوقات فراغه ، وتقديم خبراته ومهاراته وصقلها وزيادتها ) .
ومنها ما يتعلق بالمجتمع : ( كتخفيف العبء عن الجهود الحكومية ، حيث يوفر الجهد التطوعي موارد كثيرة إذا ما قام به موظفون متخصصون ، وتحقيق الانتماء للمجتمع ، إضافة لتحقيق التعاون بين أفراد المجتمع ، والتعبير الحقيقي عن احتياجات المجتمع ، حيث يعتبر المتطوعون قلب المجتمع النابض الذي يعبر عن احتياجاته ، ويسعى إلي وضع الخطط لمواجهتها ، والاتصال بالمسئولين وحثهم على الاستجابة ) .
ومنها ما يتعلق بالمؤسسات التطوعية : ( كمواجهة العجز في عدد الموظفين المكلفين بالعمل لهذه المؤسسات ، ويدعم المتطوع مكانة المؤسسة الاجتماعية بالمجتمع وخاصة إذا كان المتطوع ممن له سمعة طيبة ، أيضاً نشر برامج المؤسسة لأفراد المجتمع وبالتالي دعم جهودها ) .
أما الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المتطوعون : ( الرعاية الصحية – الخدمات الإنسانية – المجال الإصلاحي – مراكز رعاية وتثقيف المرأة – مراكز رعاية الطفل – الأنشطة الميدانية – ..الخ ) .
إذن التطوع قيمة حضارية ، تستلزم من المتطوع أن يكون لديه: ( استعداد شخصي وحماسة لخدمة دينه ونفع المسلمين ، والتزام بأداء المهمة المكلّف بها وتحمّل للمسؤولية ، واحترام للناس وتقبل فروقهم الفردية ، وأن يتحرك في حدود أنظمة المؤسسة وينطلق للمجتمع من خلالها ) ،، ودمتم متأنـقين ..
بقلم : سلمان بن أحمد العيد …
عن salman
نحن في حاجه ماسه لمناقشة العمل التطوعي ومدى تأثيره على العمل الإنساني وانت ما شاء الله شملت جميع الجوانب التي لها علاقة بالعمل التطوع
وانتظر مواصلتك في طرح المزيد من جوانب العمل التطوعي لتتكون لدينا ثقافة تطوعية نابعه من الهوية الاسلامية
واصل طرحك القيم فمجتمعنا في حاجه لقلمك المميز
وانت دوما أنيق أخي سلمان
أنيق أناقة المسلم الصادق
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ
وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ
المجتمع النموذجي
إنّ الإسلام لا يمكن أن ينتصر الا بالإسلام، ولا يمكن أن نقيم المجتمع الإسلامي الا باقامة المجتمع الإسلامي، أي أننا اذا أردنا أن يسود الإسلام فيجب علينا أن نبدء بتطبيقه عملياً في واقعنا، واذا أردنا أن نقيم المجتمع الإسلامي فيجب أن نقيمه أولاً في بيتنا، وفي أوساطنا القريبة ، لكي نعطي النموذج الحي لفكرتنا التي نريد أن نطبقها.
وعندما يشاهد عامة الناس تعامل المؤمنين الايجابي والودود مع أزواجهم وأبنائهم وإخوانهم، وعندما يشاهدون تجمعهم الايماني الفاضل في المسجد، وفي السوق، وفي الجامعة، وفي الإدارة، وأنهم كيف يتحابون ويتوادون ويتعاونون في الله، وكيف يكمّل بعضهم بعضاً، وكيف يقف بعضهم مع بعض، فسوف يكفيهم هذا النموذج دليلاً وشاهداً على صدق الرسالة.
انني أدعو الجميع إلى أن يطرحوا على أنفسهم هذا السؤال: من أين يجب أن يتحركوا؟ وفي أي مجال يجب أن يبذلوا جهودهم؟
إن الإنسان كانسان، إذا أراد شيئاً فليس هناك في الحياة ما يحول بينه وبين إرادته، هذه سنَّة الله، وهذه هي الحقيقة التي ضمنها الله سبحانه وتعالى للبشرية، إنّه عهدٌ بين الله وبين الإنسان أن يتركه حرّاً في الدنيا. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلآءِ وَهَؤُلآءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً﴾ الاسراء،20
ولكن بالرغم من ذلك، نرى أن كثيراً من الحركات الإسلامية تود تطبيق الإسلام وإقامة المجتمع الإسلامي، ولكنها لا تفلح في ذلك، لماذا؟ لانّها لا تعرف أن الطريق الصحيح هو اقامة المجتمع الإسلامي أولاً في نفسها وواقعها، وأن هذا قد يقضي عليها بتحمّل كل التضحيات اللازمة من أجل صنع النواة الاجتماعية الحيوية الفاعلة.
والنصوص التي نذكرها فيما يلي من الكتاب والسنّة، إنّما هي برامج عمل لنا ولكل العاملين في الساحة، الذين يستبد بهم الألم من واقع أمتهم، ويهدفون إلى إقامة نظام إجتماعي ربّاني يقوم على قواعد إيمانية راسخة لا تتحقق إلاّ بالجدّ والإجتهاد