لقد أوجدت الثورة التكنولوجية تأثيرات كبيرة ، على كافة المجالات ، حيث أصبح الحديث عن أي تقدم أو تطور في ميدان ما لا يخلو من التطرق إلى دور تكنولوجيا المعلومات (الإنترنت) بصفة عامة والإعلام الجديد بصفة خاصة ، الذي يعتبر ساحة يتجول فيها المستخدم لإشباع مختلف حاجاته ورغباته ، لما تتسم به من خصائص كثيرة والتي من أهمها التفاعلية ، والتشاركية والتي تعتبر دليلاً على الإستخدام الواسع للشبكات الإجتماعية في كل ميادين الحياة ، ومن المعروف مدى أهمية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في مجال التعليم ، في السنوات الأخيرة الماضية حيث اعتبرتها اليونسكو أداةً أساسيةً لنشر المعارف في المجتمعات ، كما أنّ اعتمادها في المنظومة التعليمية يُساعد على تحسين جودة التعليم وخاصة في الجائحة الذي حصلت مؤخراً حيث تم تحويل الدراسة من الحضور إلى التعليم عن بعد عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة إذ تستخدم المدارس وسائل الإتصال لإيصال المعلومات ، ونشرها ، وتخزينها ، وإدارتها ، وتحقيق مبدأ التعليم التفاعلي من خلال إستبدال ألواح الطباشير بالألواح الذكية ، أو استخدام الطلاب هواتفهم الذكية في التعلّم ، وتحقيق إمكانية التعلّم عن بعد كما أظهرت العديد من الأبحاث في دول عديدة أنّ تكنولوجيا المعلومات والإتصال حققت النجاحات فهو بمثابة عوضاً عن التعليم التقليدي وخاصة الجائحة .
ويمثل قطاع التعليم من بين هذه المجالات التي عرفت قدراً وافراً من التغير والتأثُر بهذه التطورات ، والتعليم عن بعد ليس ببعيد عن هذه التأثيرات خصوصاً في وقت الجائحة كان الإستخدام المتزايد لمواقع التواصل الإجتماعي ، بإعتباره إحدى أهم السبل والطرق التي تمثل فرصة على الجامعات استغلالها لما توفره من بيئة افتراضية مرنة يتواصل من خلالها أطراف العملية التعليمية ، مع تقديم نماذج تعليمية قائمة على إستراتيجيات تسمح لهم بالحصول على المعلومات والمعارف و تبادل الأفكار ، ناهيك عن إعداد جيل من المعلمين والمتعلمين يمتلكون مهارات التعامل مع التكنولوجيات والمساعدة على نشرها في المجتمع وتوفير بيئة تعليمية غنية وفتح مجال ديمقراطية التعليم التي يقوم عليها التعليم عن بعد ، بما فيها التعلُم الذاتي مع مراعاة الفروق الفردية، تحقيقاً للتعلُم مدى الحياة.
كما أن لوسائل التواصل الإجتماعي أن تساعد المعلمين على التواصل مع الطلاب عندما يكونون خارج الفصل الدراسي كما حدث في وقت الجائحة حيث يمكن أن يوفر استخدام منصات الوسائط الإجتماعية للطلاب موارد ونصوصًا غير محدد من مصادر موثوقة ليسهل الإستفادة منها في كتابة المقالات والعروض التقديمية ، ويستطيعون تدوين الملاحظات في أي وقت.
وعلى هذا أنشئت اليونسكو منصة البلاك بورد وغيرها من المنصات للتعليم عن بعد وبهذه الطريقة يمكن للطلاب الوصول بسهولة إلى التعليقات التي أدلى بها المعلمون والأقران بنقرة زر واحدة بدلاً من تقلب صفحات الملاحظات والنشرات. يمكن النظر إلى الإعلام الجديد ووسائله على أنها نوع من تخزين الأفكار والوسائط الأخرى التي يمكن لمستخدميها استرجاعها في أي وقت ، نظرًا لأنه يمكنهم من التفاعل بسرعة عبر وسائل التواصل الإجتماعي كما أن للتعليم عن بعد عدد من المميزات فمن المميزات يمكن للطالب التفاعل مع المعلمين وزملائه والحصول الفوري علي إرشادات المعلمين ومشاركة الزملاء وطرح الأسئلة والمشاركة في المناقشات .
اترك تعليقاً