ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية

إن المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي تسلَّمت راية الريادة في الوطن العربي، وفي الآونة الأخيرة اكتسبت ريادة الأعمال الاجتماعية أهمية بالغة ومكانة بارزة في المشهد العالمي كظاهرة جديدة تعكس تحولًا في طريقة تفكيرنا في خلق القيمة الإجتماعية.

وقد لخص بيتر دراكر عملية خلق قيمة اجتماعية من خلال ملاحظة أن ريادة الأعمال الاجتماعية تغير قدرة الأداء في المجتمع، ويتجاوز تأثير ريادة الأعمال الاجتماعية بكثير من مجالات الاهتمام لرواد الأعمال (مثل التعليم وقضايا المرأة والبيئة وغيرها من القضايا) من خلال تمكين المجتمعات من تحسين أدائها العام.

تُعرَّف ريادة الأعمال على أنها “القدرة على إنشاء شيء من لا شيء؛ إنها المبادرة والعمل والإنجاز المطلوب لإنشاء مشروع”، والتحليل هو القدرة على الإحساس بالفرص التي لا يشعر بها، والمهن والأعمال تحدد إنشاء عمل جديد باعتباره “ابتكار عمل جديد يتسم بالإبداع”، كما يمكن أن نُعرّف ريادة الأعمال الاجتماعية بأنها جهود يقوم بها فرد، أو جماعة أو منظمة، أو عدد من المنظمات في مسعى لتحقيق التغيير المستدام وعلى نطاق واسع، من خلال أفكار غير نمطية تكسر الأساليب التي تتبعها الحكومات والمنظمات غير الربحية والشركات في التعامل المشكلات الاجتماعية المؤثرة.

يومًا بعد يوم، سواء على مستوى المملكة أو أي مستوى في العالم، يتقدم مفهوم نظام ريادة الأعمال، وعلى الرغم من وجود عدد قليل من مرافق ريادة الأعمال لا تهدف للربح، إلا أنها تهدف إلى رفع المستوى المالي لرجل الأعمال والعاملين في نظام ريادة الأعمال بأكمله، أو المنشأة المعنية ؛ فريادة الأعمال الاجتماعية هي التي توفر حلولًا فعالة للعديد من المشاريع؛ حيث لا تؤدي مشاريع ريادة الأعمال إلى زيادة الدخل الفردي فحسب، من خلال تنوع مجالاتها، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًّا وفعالًا في تنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة ومبتكرة، مما يوسع الدائرة الاقتصادية لتنوع انقسامات المجتمع.

فتح مجال ريادة الأعمال آفاقًا جديدة للشباب السعودي، مما دفعهم للمشاركة في هذا المجال الواسع، الذي تطور إلى مصدر دخل حر وغير تقليدي، مبتعدًا عن الوظائف منخفضة الأجر التي لا تلبي طموحات الكثير من الشباب الذين تزداد طموحاتهم مع الزيادة في الاحتياجات اليومية، خاصة وأن خصائص رجل الأعمال: الطموح، والشغف، والقدرة على الإبداع والابتكار، هي التي دفعته إلى بناء منشأة رائدة، وعلى هذا توفرت شبكات الاتصال المتطورة المتمثلة في الدعم الحكومي في توفير بيئة تشريعية شجّعت ودعمت المشاريع الشبابية الصغيرة والمتوسطة الرائدة، وكذلك تقديم الحلول المالية من خلال الجهات المعنية ومؤسسات رأس المال الاستثماري والجهات الفنية الرائدة التي تخدم وتدعم مشاريع ريادة الأعمال، مما أدى إلى تطوير الريادة في المملكة، كما تحققت طموحات كثيرة للشباب المشارك، وما زال النجاح مستمرًّا.

بقلم : سلمان بن أحمد العيد

salmanaleed@

عن salman