تحقق ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية نجاحات كبيرة؛ بسبب تأثير جهود المملكة في تطوير أنشطة الأعمال الناشئة، حيث يتم تعريف ريادة الأعمال على أنها العملية التي يتم من خلالها إنشاء أنشطة اقتصادية جديدة؛ من خلال البحث والتطوير والإنتاج والتوزيع للمنتجات أو الخدمات المبتكرة، فقد احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في مؤشرات تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال.
وقد احتلت السعودية المرتبة الأولى في مؤشر “معرفة الشخص الذي بدأ مشروعًا جديدًا”، مما يدل على الإيجابية في بيئة الأعمال والرغبة في القيام بأعمال تجارية، واحتلت المركز الثاني في مؤشر “امتلاك المعرفة والمهارات لبدء مشروع تجاري”، مما يشير إلى الأثر الإيجابي للبرامج الداعمة في بناء مهارات الشباب والشابات التي تؤهلهم لبدء أعمالهم التجارية، والمركز الثالث من حيث السياسات الحكومية الداعمة لريادة الأعمال، والمركز الثالث في مؤشر “توقعات الوظائف التي تم إنشاؤها بواسطة ريادة الأعمال”، والمركز السادس في مؤشر “الفرص الواعدة لبدء مشروع في منطقتي”، ولا تزال المملكة تسعى بخطوات ثابتة في طريقها نحو التقدم في مجال ريادة الأعمال.
ووفقًا لدراسة المراقبة العالمية لريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية، يتحسّن إطار ريادة الأعمال في المملكة، ووصل معدل العزم على متابعة ريادة الأعمال كخيار وظيفي واقعي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق بين الشعب السعودي؛ فقد كانت مؤشرات تمويل ريادة الأعمال، والمبادرات الحكومية وديناميكيات السوق الداخلية، والبنية التحتية المادية أعلى في المملكة من المتوسط العالمي لـ64 اقتصادًا يتتبعها المرصد العالمي لريادة الأعمال.
والجدير بالذكر أن أكثر من ثلثي رواد الأعمال السعوديين في الوقت الحالي حاصلون على شهادة ما بعد الثانوية أو التعليم العالي؛ نتيجة لتصورات متزايدة لآفاق الأعمال ومستويات أعلى من الثقة بين السعوديين، وهذا يؤكد أهمية المؤسسات التعليمية في المجتمع، واستمرار مستوى النزعة الثقافية نحو ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية، والأمثلة كثيرة وعلى رأسهم رائد الأعمال في المملكة الشيخ صالح الراجحي فهو بحق مثال يُحتذى به، حيث إن رواد الأعمال مؤثرون بشكل كبير في المجتمع والاقتصاد في العصر الحالي، ويبدو أن المملكة العربية السعودية تهدف من خلال رؤية المملكة 2030 إلى بذل اهتمام كبير لهذا المجال، حيث يعتمد اقتصاد المملكة المستقبلي عليهم بشكل كبير.
لذلك فهي تعمل على إنشاء منشآت يديرها رواد أعمال، وتطوير العديد من البرامج التي تدربهم وتبني مستقبلهم؛ لأن مستقبلهم هو مستقبل المملكة، وتسعى المملكة في رؤيتها إلى بناء جيل من رواد الأعمال، حيث تعمل على تصنيع هذا الجيل من المرحلة الابتدائية إلى مرحلة ما بعد الجامعة، ومن خلال العديد من المرافق المعروفة باسم حاضنات الأعمال، وذلك من خلال ورش عمل لتنمية المهارات، وكذلك عقد دورات عبر الإنترنت وغيرها، ومساعدة المنشآت الصغيرة على التطور والتقدم، لذلك يمكن القول إن مجال ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية ينتظر مستقبلاً مشرقًا؛ نتيجة العمل على خلق البيئة المناسبة لرواد الأعمال وفقًا لرؤية المملكة 2030.
ويعد “المؤتمر العالمي لريادة الأعمال GEC”، أكبر تجمع في العالم، في المملكة العربية السعودية، جمع المهنيين وصناع القرار ورجال الأعمال من جميع أنحاء العالم؛ نظرًا لأن ريادة الأعمال تتطلب ظروفًا اقتصادية مثالية، فإن موقع المؤتمر في المملكة العربية السعودية يوسع نطاقه الإقليمي، حيث يعتبر العديد من المستثمرين المملكة العربية السعودية بوصلة الاستثمار في المنطقة.
وبفضل ريادتها، تدرك المملكة أن نجاح اقتصادها مرتبط بنجاح العالم، وأن السياسات الاقتصادية، مهما كانت قوية وفعالة من الناحية النظرية، مرتبطة بصحة وسلامة القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك ريادة الأعمال، والتي هي روح النمو الإقتصادي والمفتاح لخلق شركات ناجحة؛ نظرًا لأن ريادة الأعمال تعتمد هيكليًا على جانبي المنافسة والإبتكار، بما في ذلك بناء المنتجات، وتحديد أسواق جديدة، وزيادة العمالة الذاتية، فإنها تعتمد على السرعة التي يتم بها إنشاء الدخل.
اترك تعليقاً