تعددت وسائل الإحتفال بالعيد وأختلفت نتيجة التطور الذي أحدثته التكنولوجيا وإنتشار وسائل التواصل الإجتماعي فأصبح الإحتفال بالعيد من خلال الإعلام الجديد في صوره المتعددة من الواتس أب والإنستقرام وغيرها من الوسائل الحديثة إلا أن البعض مازال محتفظاً بعاداته بالإحتفال بالعيد كما هي من زيارة الأهل والأقارب وتبادل التحيات والتهاني عندما يقترب عيد الفطر ، تبدأ الهواتف في الرنين ، مما يدل على إستلام العديد من العبارات البراقة معلنة التهاني بقدوم العيد فرسالة تلو أخرى مجرد رسالة إلكترونية خالية من المشاعر الدافئة النابعة من القلب فلم تعد الزيارات العائلية أو حتى المكالمات الهاتفية هي الطريقة الوحيدة لمقابلة الأقارب في هذا العالم الصاخب المليء بالعديد من الوسائل الإلكترونية فأصبح الناس تعبر عن تهانيهم من خلال وسائل الإتصال الحديثة ، والبعض يكتفي بذلك من خلال حسابات وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بهم .
العيد في اللغة هو العود وهو اليوم الذي ترجع فيه الفرح والحزن عند العرب ولكن الفرح تهيمن عليه ، لكل الشعوب أعياد مختلفة سواء دينية أو وطنية أو إجتماعية ، لكننا نحن المسلمين مرتبطون بالواجبات الدينية ، وعيد الفطر له فرحة غامرة في قلوب المسلمين إذ يأت بعد صوم الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك فكأنه جاء متوجاً لأعمالنا معلنا عن قدوم الفرح والبشر بين الناس وفي العيد تجتمع الأسر وتزيد الزيارات العائلية ويتبادل الناس التحية والتهنئة والتبريكات بقدوم العيد بعد أداء صلاة العيد .
كان العيد في السابق بسيط يفرح فيه الأطفال بالملابس الجديدة والخروج إلى المساجد والساحات لصلاة العيد ومقابلة الأهل والأقارب والإخوان إما الإن فمعظم الناس يرتدون الجديد فقط فيه و تحول العيد إلى مناسبة عادية متخذاً شكلاً منفرداً فالناس يسهرون وبعد الصلاة في المساجد يقوموا بإرسال رسائل التهنئة عبر وسائل التواصل الإجتماعي في أوقات مختلفة فحلت المجاملات محل المودة والمحبة وبذلك فقد العيد بريقه وتحول إلى عبء إجتماعي من خلال تجنب زيارة الآخرين واكتفى البعض بإرسال الرسائل الإلكترونية التي تأتي في وقت ما بعد صلاة العيد كوسيلة للتهنئة والتواصل مع الآخرين ، خاصة من لا نستطيع الوصول إليهم بسبب بعد المسافات ، لكن الرسائل الإلكترونية لا ينبغي أن تؤدي إلى عدم إتصال الأهل والأقارب ، وزيارة الأصدقاء ، وتبادل السلام والتحية ، والمصافحة ، وتبادل الأمنيات القلبية لبعضهم البعض ، والكلمات المعبرة عن الفرح بقدوم العيد السعيد وغيرها من المشاعر الدافئة التي تعبر عن فرحنا بالعيد فقد تغير شكل الإحتفال بالعيد ، يجب لن لا تحل التهاني الإلكترونية محل العلاقات الإجتماعية في الأعياد والمناسبات ، حيث أن وسائل التواصل الإجتماعي الحالية لها الكثير من المشاكل التي تشمل قطع العلاقات الإجتماعية وتدمير التواصل بين الناس ، وتقصير العلاقة في الرسائل الإلكترونية ، خاصة في المناسبات والأعياد لأن الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء والتواصل الحقيقي يخلق المودة والوئام والرحمة ويحل المشاجرات ويترك أثراً جيداً في النفوس بين الناس ويزيد من الألفة والمودة والمحبة .
بقلم : سلمان بن أحمد العيد
salmanaleed@
salman201001@hotmail.com
اترك تعليقاً