إن التقدم الذي يشهده العالم الأن لا نستطيع أن نعرف إلى مدى يصل بنا في المستقبل ولا الوقوف على حدود للأعلام فالطفرة التي شهدها العالم لا نستطيع أن نوقفها فهي في حركة دائمة وتقدم مستمر .
تهدف الهيئة العامة للأعلام المرئي والمسموع إلى تنظيم وتطوير نشاط البث الإعلامي المرئي والمسموع ، ومراقبة المحتوي ، بما يتوافق مع السياسة الإعلامية بالمملكة العربية السعودية ، مع التركيز على العادات والقيم الثقافية وذلك لضمان تزويد الجمهور بمجموعة عالية الجودة ومتنوعة من المواد الترفيهية والثقافية والتعليمية وغيرها من المواد السمعية والبصرية .
كما تقوم بوضع أطر سليمة وواضحة لترخيص البث الإعلامي المرئي والمسموع بما يتلائم مع التوجهات التجارية والتقنية المتقدمة لضمان تكافؤ الفرص في الأسواق وضمان المنافسة العادلة في مجال نشاطها ودعم تطوير قطاع البث والمحتوى الإعلامي المرئي والمسموع .
تشير الأرقام إلى أن عدد مستخدمي الإعلام الجديد في العالم يتجاوز 4 مليار مستخدم أكبر فئة عمرية يستخدمها هي ما بين 18 و29 سنة ، مع العلم أن عدد الأطفال المستخدمين في إزدياد في ظل غياب السيطرة الأسرية والتأثير المجتمعي وبالتالي سيكون تأثير هذه الوسائل كبيرًا على المستويين الإجتماعي والأخلاقي وذلك لا يمنع وجود جانب إيجابي لوسائل الاعلام الحديثة .
هذا من جانب ومن جانب أخر فالإعلام الجديد في تطور مستمر والعلم الحديث ليس له حدود فلا أحد يدري على وجه اليقين ما هو مستقبل الإعلام الجديد في العالم بصفه عامة وفي الوطن العربي بصفة خاصة ، إلا أنه ينبغي من متابعة كل جديد والوقوف على مستحدثات الأمور والأخذ بعين الإعتبار كل ما يظهر في سماء الإعلام ومراقبته تحسبا للنتائج المترتبة على ذلك .
وبإلقاء بعض من الضوء على مستقبل الإعلام الجديد نجد أن غالبية شركات الإعلام الجديد تقوم حالياً بجمع بيانات حول عملائها على سبيل المثال ، يقوم فيسبوك وجوجل حاليًا بجمع بيانات حول إبداءات الإعجاب وسلوكيات الشراء لدى المستخدمين ونتيجة لذلك ستقوم المؤسسات بتخصيص البيانات التي تقدمها إلى عملائها في المستقبل بناءً على المعلومات التي جمعوها .
تعمل معظم منصات الوسائط الإجتماعية بإستمرار على جمع بيانات حول “ما نحبّه وما نكرهه ، إهتماماتنا وإزدراءنا وفي المستقبل لن نحتاج بعد الآن إلى البحث عن معلومات على الويب لأن المحتوى سيجدنا بناءً على كل هذه البيانات وعلى عكس الرأي السائد ، لن يجد مستخدمو الإعلام الجديد كميات ضخمة من البيانات بل سيتم تصميم المعلومات المقدمة لهم وفقًا لإحتياجاتهم الفريدة وبالتالي ، لن يقضي الأشخاص الكثير من الوقت في البحث عن معلومات على الإعلام الجديد .
تعمل منصات الإعلام الجديد على تطوير إستراتيجيات لتقليل نقل البيانات الزائدة عن الحاجة إلى مستخدميها من أجل جذب مستخدمين جدد وسيكون لهذا الإتجاه تأثير كبير على كيفية تطور الإعلام الجديد في المستقبل لمنع إثقال كاهل الناس بمعلومات لا داعي لها ، سيكون مستقبل الإعلام الجديد من خلال منصة الوسائط الإجتماعية المليئة بأكثر من 123000 تطبيق .
في المستقبل ستكون وسائل التواصل الإجتماعي متفرعة لذلك ، ستعمل منصات الوسائط الإجتماعية الرئيسية بمثابة “لوحات تحكم” للتطبيقات الأصغر وعلى سبيل المثال ، قد يوفر Instagram لمستخدميه مجموعة واسعة من التطبيقات التي لديها القدرة على تحسين تجاربهم كما أن منصات التواصل الإجتماعي التي تحقق إيرادات من خلال الإعلانات لن تهيمن على المستقبل كما سيتمكن الأشخاص من إيقاف تشغيل الإعلانات في تطبيقات الوسائط الإجتماعية الخاصة بهم ، وإن كان ذلك مقابل رسوم .
و في المستقبل ، من المرجح أن تتبنى منصات الوسائط الإجتماعية تقنيات الخصوصية المتقدمة لإغراء الأفراد المهتمين بالأمن و من المحتمل أيضًا أن يتجذر إتجاه تطبيقات الدفع في المستقبل في غضون العشرين عام القادمة كما ستتقن معظم الشركات فن ضمان أقصى قدر من الخصوصية لمستخدميها وهو نفس الإتجاه الحالي لشركات الإعلام الجديد لتبني الشفافية مقابل الخصوصية مدفوع بالطبع .
اترك تعليقاً