مدرسة براعم الوطن الأهلية للبنات بمدينة جدة

حلَّت الفاجعة على الجميع بنكبة مدرسة براعم الوطن الأهلية للبنات بمدينة جدة، ولا نملك معها إلا الدعاء بالرحمة للمعلمتَيْن اللتين أخذ الله تعالى أمانتهما، والشفاء العاجل لبقية المصابات من معلمات وطالبات.. المشاعر – حقيقة – مختلطة بين الحزن على الضحايا والمصابين والغضب من الأسباب التي أدت لهذه الكارثة بعد قضاء الله تعالى المسلَّم به، وبخاصة أنها ليست الحادثة الأولى على مدارس السعودية، وحتى جامعاتها وسكناتها، إلا أن الأخطاء الفادحة تتكرر، والثمن هو الأرواح البريئة، وظهور التقصير الذريع في الإعداد الجيد للتعامل مع هذه الحوادث وتفقُّد المباني التعليمية، والتقصير في التزوُّد والالتزام بقواعد السلامة وتطبيقها في المدارس، وذلك على لسان المنكوبين أنفسهم. من الواضح أن المسؤولين والجهات الأمنية المعنية وشركاءها يبذلون الجهود، لكن هل هي شاملة وكافية؟ وما مدى التزام المدارس بها؟ وما العقوبات المفروضة على مَنْ يخالف الأنظمة؟ تصاريح ولقاءات وكلام طويل عريض ثمرته على أرض الواقع بشهادة النكبات “صفر”! هل يجب علينا أن ننتظر الكوارث الواحدة تلو الأخرى؛ لتتحرك الجهود والأطراف كافة؛ للبحث عن المسببات والأخذ بالاحتياطات؟!! هناك مبانٍ متهالكة، وأخرى بلا مخارج طوارئ، وثالثة تغزوها الثعابين، ورابعة بكيبل كهربائي يصطف مع الطلاب، وخامسة تجتمع فيها هذه المصائب وزيادة، ونسمي هذه المدارس بعد ذلك مكاناً للتعليم؟!! هذا الحادث وغيره من الحوادث يشترك فيه أطراف متعددة، ولا يمكن رمي الملامة على طرف دون آخر، فإذا كنتم تبحثون عن الشفافية والمصداقية فاعترفوا بالتقصير وعالجوه! المعلمتان ريما النهاري وغدير كتوعة رسمتا صورة وفاء مؤثرة، عبَّرت عن عُمْق الإحساس بالمسؤولية والشجاعة في إنقاذ الطالبات على حساب النَّفْس، إنها صورة تستحق منا الوقوف أمامها ساعات طويلة. رحمهما الله تعالى هما وأخواتهما المتوفيات في حائل، وألهم ذويهن جميعاً الصبر والسلوان.

محبكم سلمان العيد

عن salman