لم يمضِ وقت طويل على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – حتى فُجعنا بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، جعله الله وإخوانه ووالدهم في جنة الخلد وجميع موتى المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إن الحروف لتتشابك وتتسابق للكتابة عن أحد رجالات السعودية النبلاء الأوفياء، عن رجل الأمن الأول في بلادنا، والحربة التي دحرت الإرهاب في السعودية وفي خارجها أيضاً.
فهو الشجاع الذي لم يلقِ للمخاوف بالاً وهو يواجه منظمات إرهابية عالمية على مستوى كبير في الشر والجريمة، حتى كاد يكون ابنه الوفي الأمير محمد بن نايف من ضحايا هذا الإرهاب، وعندما وقع في يده بعض أفراد هذه الخلايا لم يعاملهم بالمثل، وإنما أخذ بأيديهم، وقام بعمل برنامج لتأهيل الموقوفين بالقضايا الإرهابية، انقسم إلى فرعين، الأول مناصحة للموقوفين تحت التحقيق قبل أن يحاكموا، والثاني يُعنى برعاية الموقوفين بعد قضاء المحكومية في مساكن خاصة؛ إذ تُتاح فرص الزيارة وقضاء يوم كامل مع الموقوف، ويشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع. وقد أشاد بهذا البرنامج مجلس الأمن الدولي، وذلك في عام 2007، وثمّن الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين، ودعا إلى تعميمها عالمياً والاستفادة منها، كما أشادت كثير من المنظمات بهذه الجهود التي نجحت في إعادة الكثير من المغرَّر بهم إلى دائرة الصواب.
وبذل الأمير نايف هذه الجهود وغيرها مما لا يتسع المقال لذكرها؛ كي تبقى السعودية من أكثر الدول أمناً على مستوى العالم بأسره.
كما لم يكن اختياره ولياً للعهد من قِبل خادم الحرمين الشريفين إلا لما يتميز به – رحمه الله – من مواصفات سياسية وقيادية من الطراز النادر؛ فكان الرجل المناسب في المكان المناسب. والكلام يطول حول ذلك، ولعل من يقرأ في سيرة سموه سيجد الكثير والكثير من الصفات والسجايا والمواقف التي جعلته من الشخصيات التي كسبت احترام وتقدير الجميع داخلياً ودولياً.
الشعب السعودي اليوم يلبس ثوب العزاء، وينسج خيوط الذكريات لمكانة ومواقف الأمير نايف بن عبدالعزيز في قلوبهم؛ حيث سنفتقده كثيراً، ونسأل الله أن يجبر عزاء الشعب السعودي في وفاته.
ونتقدم بالعزاء لمقام والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى الأسرة الكريمة وإلى الشعب السعودي كافة. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
محبكم في الله سلمان بن أحمد العيد
اترك تعليقاً