اليوم الوطني مناسبة عزيزة على النفوس، تتجسد فيه معاني الحب والولاء للوطن وقادته، وتُعزز فيه مفاهيم المواطنة والانتماء والتضحية، ويبرز فيه الوجه الحقيقي والمثالي لهذا الحدث الكبير.
واليوم الوطني هو اليوم الذي وحّد فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ أجزاء هذه البلاد تحت راية واحدة ولم شملها بعد أن كانت شتاتا تحت اسم المملكة العربية السعودية بموجب المرسوم الملكي الذي صدر في 17 جمادى الأولى عام 1351هـ ، ويحتفل الشعب في هذا اليوم العظيم في غرة الميزان من كل عام مستشعرين التضحية الكبيرة والعمل العظيم التي قام به أجدادنا بقيادة القائد المؤسس الذي تسلح بإيمان راسخ وحنكة فذة وسياسة نادرة.
وحب الوطن والاعتزاز به والاحتفاء بهذه الذكرى الغالية يجب أن يكون بأسلوب حضاري منضبط يعكس الصورة الحقيقية للمواطن الواعي، وينبغي الالتزام بالنظام والمحافظة على الممتلكات وإعطاء صورة حضارية جميلة عن الوطن وأهله.
ما شاهدناه في العام الفائت من مظاهر وأساليب غير حضارية شوهت المعنى المراد من هذا اليوم، فإزعاج المواطنين وإتلاف الممتلكات والمرافق العامة ومضايقة العائلات وتعطيل حركة السير والتجمهر في الشوارع والاستعراض بالرقص والغناء، كل هذه المظاهر مزعجة ولا تعبر عن الفرح أبدا، بل تعكس غوغائية وسطحية في التفكير والسلوك واستغلالا من بعض الفئات لهذه المناسبة في العبث والتخريب وإتلاف الممتلكات.
هناك فئة لا تفقه ثقافة الاحتفاء، ولا تتقن التعبير الصحيح عن الفرح والاحتفال، فنجد العشوائية والفوضى والانطلاق بلا انضباط أو وعي، ونجد استغلالا من بعضهم لهذا اليوم البهيج في إيذاء الآخرين والتعرض لهم ومضايقتهم والتعدي على المرافق العامة والممتلكات الخاصة.
هذه المناسبة العظيمة فرصة كبيرة لاسترجاع ذكرى ذلك اليوم المشهود الذي قام فيه المؤسس مع مجموعة من الرجال المخلصين ـ رحمهم الله جميعا ـ بتوحيد الدولة ولم شمل ما تمزق من أطرافها وتناحر من قبائلها وإقامة هذا الصرح الشامخ بجهد وتضحية وإيمان لتنهض بعد ذلك دولة عصرية متكاملة الأركان تنعم بخير وأمان منذ ذلك الحين وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله.
حرٌ بشبابنا أن يعكسوا صورة جميلة ومشرقة عن هذا الوطن وأهله من خلال احتفالهم بهذه المناسبة بأسلوب راقٍ وبطريقة حضارية بعيدا عن الغوغائية والعشوائية والتعدي على الآخرين، وأن يعبروا عن فرحتهم من خلال المشاركة في الاحتفالات التي تقيمها الجهات الرسمية في المواقع المخصصة لذلك.
اترك تعليقاً